الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

حوارٌ مع حَوَّاء للشاعر // عمَّار السَّبئي

حوارٌ مع حَوَّاء 
11/10/2016
_____________________________
سأكشفُ السِّترَ يا حَوَّاءُ فاستمعي 
إليكِ كل ُّقراءاتي خُذِي ودَعي
لا تحسبي الَّليلَ عن نفسي بِمنَعزلٍ 
ما الَّليلُ إلَّا أنينٌ قُدَّ من وجَعي
إنَّ النجومَ عيوني قد أذِنتُ لها 
أن تحرسَ الخلقَ مِن بطشي ومِن طمَعي
هذا الوجومُ الَّذي في الكونِ منبثقٌ
عن شدَّةِ الصَّبرِ عندي ليسَ عن جزَعي
إنَّ الصَّحاري وإن طالت مساحتُها 
تمتدُّ من جلدِ أصداغي ومن صَلَعي
والبحرُ؟ ما البحرُ؟ قالت: هل تعرِّفَّهُ؟ 
فقلتُ: دمعي الَّذي أبكيهِ من ورَعي
وذلكَ الشاطئُ المنسوخُ من رئتي
يسوَّدُّ كالَّليلِ لولا سَحنةُ البجَعِ
والنَّارُ والثَّلجُ ذِي حزني وذا فرحي 
كم قِيلَ يا نارُ طالَ الثَّلجُ فاندلِعي
كلُّ السَّماواتِ أرواحي فإن قُنِصَت 
عصفورةٌ قلتُ يا أختاهُ لا تقَعي
أعطيكِ من زهرِ عمري عمرَ قافيةٍ 
فحلِّقي الآنَ فوقَ الغيمِ وارتفِعي
وما المقابرُ؟ قالت.. قلتُ: حنجرتي 
تصيحُ بالأرضِ هاتي الهمَّ واضطجِعي
وما الجبالُ؟عظامي قد حملتُ بها 
آهاتِ شعبي وآهاتي فلم أَضَعِ
والرِّيحُ أوزانُ أشعاري تَهبُّ على 
عرشِ الطُّغاةِ بحقدٍ غيرَ منقطعٍ
هذي التَّفاسيرُ يا حَوَّاءُ تُثقلُني 
وتجعلُ القلبَ مجنوناً من الفزَعِ
سأعبرُ الدَّربَ يا حَوَّاءُ منتقلاً
للَّا مبالاةِ هلَّا تعبرينَ معي
__________________________
عمَّار السَّبئي


هناك تعليق واحد:

  1. شكرآ وصح الله لسانك مزيد من التفوق والنجاح

    ردحذف