السبت، 10 ديسمبر 2016

جُعْبَتِي .......للشاعر سمير حسين


جُعْبَتِي .......
أضَمَّنِي ما انطوَى مِنْ حِسِّ إنسَانِي ...... فصَاغَنِي جُعْبَةً في شكلِ فنَّانِ
أم أننى تابعٌ كالظِّلِ مُنحَسِرٌ ....... يَمتدُّ حِيناً وحِينَ الظُّهْرِ كالفَانِى ؟
ذا كل شيئٍ مَضَى في العيشِ أذكرُه .... غيرى صَفِيُّ الطِّوَى في غَفْلةٍ هَانِى
نثرتُ مِنْ جُعْبتِي خواطِرَا سَئِمَتْ ..... وبُحْتُ في زَفرَتِي ما هَمَّ وجدَانِي
شطرَان يا نفسُ , شطرٌ بالهوى كَلِفٌ .... وشطرُ عقلٍ قضَى حُكمَاً فأشقانِي
أمَّا الذى بالهوَى شِعْرِى يُفصِّلهُ ..... مَعَازِفاً جَرْسُها مِنْ صِبْغِ ألوَانِي
كأنها لوْحَةٌ مِنْ وَمْضَةٍ سُرِقتْ ..... إيطارُهَا زُخْرُفٌ مِنْ فيْضِ أزمَانِي
حَوَتْ فتاةَ الهوى , قد طُوِّقتْ شغفاً ..... تشدُو بحُلمِ الجَوى شدْوَاً فأغوَاني
فقلتُ عنها لِسَانَ الحَالِ عْنَ كثبٍ ...... وزِدْتُ في قولِهَا مِنْ جُوْدِ أشجَانِي
أمَّا الذى عَاقِلٌ فرَافِضٌ غَزَلي ....... ومُذْعِنٌ أنَّهُ بالجِدِّ يلحَانِي
فالخلقُ في كَلَبٍ والعيشُ يفرِضُةُ ...... والحُبُّ نافِلةٌ , فاهتزَّ وجدَانِي
شُطِرْتُ نِصْفين لا أدرى لِمَنْ لَهَفِي ... وذُبْتُ في مَيْعَةٍ , مَنْ مِنهُما الجَاني ؟
فالحُبُّ خمرٌ وطبعُ العقلِ يرْفُضُهُ ...... والعيشُ بالعقلِ حَارَتْ مِنهُ أجفاني
تفتَّقتْ جُعْبتي مِنْ فرْطِ ما شُغِلتْ ....... فقلتُ : لا تفزَعِي , هيَّا لِسُلوَاني
نخْبَ الحَياةِ التى لازلتُ أجْهَلُها ..... لعلَّ مِنْ كأسِهَا نحْظَى بعِرْفانِ
***************************************
{ حِين الظُهْرِ كالفانى } الظِّلُ وقت الظهيرة يكون تحت قدمك فقط
وكأنه غير موجود ......
{ صَفِيُّ الطِّوَى } نقىُّ النَّفسِ والدَّخِيلة ....
{ الكَلَبْ } من التكالُبْ وهو الصراع والتهافت فى الحياة
{ النَّافِلة } هى الهِبَةُ أو ما زادَ عن الحَقّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق