السبت، 27 أغسطس 2016

بحر الهزج بقلم الدكتور سؤدد أسامة الخطيب



بحر الهزج
يتكون هذا البحر من "مفاعيلن" ست مرات ولكنه لا يأتي إلا مجزوءا يستعمل مجزوءا وجوبا. على أربع تفاعيل فقط على النحو التالي :

مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ = مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ 
مفتاحه:- عَلَى الأهْزَاجِ تَسْهِيْلُ ** مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُ
سُمِّيَ هذا البحر بهذا الاسم؛ لأن العرب تهزج به، أي: تغني. والهزج لون من الأغاني، وقيل: بل سُمِّيَ بذلك؛ لأنه يشبه هزج الصوت، أي تردده وصداه، فهو بحر سهل جدا وقريب جدا من بحر الوافر لما فيهما من التشابه وهو من البحور ذوات التفعيلة الواحدة. سماه الخليل بن احمد بالهزج قالوا لأنه يضطرب شبه بهزج الصوت ولأنه يستخدم اكثر في الغناء ) يهزج = يغني . ولم يرد الشعر به قديما..
أجزاؤه : ( مفاعيلن / مفاعيلن مفاعيلن / مفاعيلن )
و يأتي هذا البحر على شكلين :
1 ـ عروض صحيحه وضرب صحيح :
مفاعيلن ـ مفاعيلن = مفاعيلن ـ مفاعيلن
عجبنا لم نكن حربا على مصر ومن فيها
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيل مفاعيـل
فالعروض هنا صحيحه ( مفاعيلن ) ، والضرب صحيح (مفاعيلن) 
2 ـ عروض صحيحه وضرب محذوف (مفاعى)
وهذا الوزن نادر الوجود فى الشعر القديم ، ومنه قول الشاعر :
متى أشفى غليــــلى بنَيْل من بخيــــل
غزال ليس لي منــه سوى الحـزن الطويل
حملت الضــيم فيه من حســود أو عـزول
مفاعيلــن مفاعيــلن مفاعيــلن مفـاعى
بالنسبة الى عَرُوْضه وضربه:
‌أ. الكف: يمتنع في (مَفَاْعِيْلُنْ) الواقعة ضربا تحاشيا للوقوف على حركة قصيرة، لكنه يسوغ في العروض والحشو.
‌ب. القبض: يمتنع في عَرُوْضه وضربه الصحيح لقبحه فيهما، كما يمتنع في ضربه المحذوف (مَفَاْعِيْ) تحاشيا للوقوف على حركة قصيرة.
زحافاته وعلله:
أ- يجوز في حشو الهزج:
(1) القبض (حذف الخامس الساكن)، فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِلُنْ) وهو قبيح، وقيل: لا يجوز إلا في الأولى .
(2) الكف (حذف السابع الساكن)، فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِيْلُ)، وهو كثير حسن.
ب- يجوز في التفعيلة الأولى:
(1) الخرم وهو حذف الميم من (مَفَاْعِيْلُنْ) السالمة فتصبح (فَاْعِيْلُنْ) 
(2) الخرب وهو حذف الميم من (مَفَاْعِيْلُ) المكفوفة فتصبح (فَاْعِيْلُ)
(3) الشتر وهو حذف الميم من (مَفَاْعِلُنْ) المقبوضة فتصبح (فَاْعِلُنْ)
وهذه الثلاثة أنواعٌ من الخرم وهي علة جارية مجرى الزحاف في عدم اللزوم والشعراء يتحاشونها لثقلها.
والهزج وزن وثيق الصلة بمجزوء ( الوافر ) ويلتبس الأمر في بعض الأحيان فلا ندرى أيعد البيت من مجزوء الوافر أم من الهزج ؟ والصفة التي تفرق بين الهزج ومجزوء الوافر هي أن مفاعلين في الهزج يجوز أن تصبح مفاعيل فقط ، وقد استقبح علماء العروض هذا في الوافر ولم يستسيغوه ، وكذلك ( مفاعلن ) لا تجئ في وزن الهزج ، ومنه قول العقاد :
نزيل المنول الخالي ألا تعـرف عنواني
إذا ما طفت حوليه فثق أنـك تلقـاني
فما من منزل .. إلا وفيه بعـض ألواني
إن مجزوء بحر الوافر ووزنه "مفاعلتُنْ" يجوز فيه تسكين الحرف الخامس فيصبح "مفاعيلن" قد يشتبه مجزوء الوافر اذا اتى معصوبا ( أي تغيرت مفاعلتن الى مفاعيلن بدخول زحاف العصب عليها ) مع بحر الهزج فاذا عصبت كل اجزاء الوافر المجزوء فلن تجد فرقا ، إذا لم نعثر على تفعيلة ولو واحدة على وزن مفاعلتن يجوز لنا أن نعتبر هذه القصيدة من بحر الهزج ، ويجوز لنا أيضا أن نحملها على مجزوء الوافر . ولكن حملها على بحر الهزج أولى و نبه علماء العروض الى أنه ( يدخل في حشو الهزج من الزحاف كف ( مفاعيلن) فتصير ( مفاعيل ) وهو مستحسن ، وقيض مفاعيلن وهو مقبول بشرط أن لا يتفق الزحافان في الجزء الواحد .
الامثلة 
بسم الله الرحمن الرحيم اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) (سورة يوسف). 
.........فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ......... وفي هذه الآية الكريمة وزن مشابه لبحر الهزج
صفحنا عن بنى كلبٍ... وقلنا هُم بجيران
وأيضا قال الشاعر :
طغت من سحرها سلمى / فقالت إنـَّـه أعْمى
ضريرٌ لا يرى الأشوا / ق فى عينيّ والْهَيما
للشاعر الشريف المرتضى.
دعِ الأسفارَ للرّزقِ = فَما الأَرزاقُ بالكسبِ
يجيءُ الدَّرُّ أحياناً =إلى الظامِي بلا حَلْبِ
خفِ الدّهرَ فإنّ الدّهـ = ـرَ ذو أخذٍ وذو سَلْبِ
فإنْ أغنى فللفقر= وإنْ أقعى فللوثبِ
يَجودونَ بِما ضنّتْ = به أَوعيةُ السُّحْبِ
وَيعطون بلا منٍّ = ولا كدٍّ ولا نَصْبِ
**************
رباط دائم بادي *** بحب صار في النادي
وما ظهري لباغي الضي *** م بالظهر الذلول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق