شهيد ولكن
حيّوا الشهيدَ فإنّ النّزفَ مبرورُ
والروحُ ضاحكةٌ من حولِها الحورُ
جاءت بشائرهُ في بسمةٍ رُسِمَت
فاللهُ بشّرَهُ والذنبُ مغفورُ
والأهلُ في فرحٍ قد فازَ سابقُهم
أما الرِّفاقُ فشَوقُ الموتِ موفورُ
عند المشايخِ قد زادَت مكانتُهم
نِعمَ الجهادُ ونَسلُ الشّيخِ مستورُ
قد كان فارسُهم في ما مضى بطلًا
في دَكِّ حُرمةِ رَبِّ العالَمِ الزّيرُ
الخمرُ مَشربهُ والآن في نَهَرٍ
والنّهبُ دَيدَنُهُ فالسّعي مشكورُ
الكَرُّ كان لدُنيا لا فلاحَ بها
لابدّ أنّ فؤادَ الحُرِّ مقهورُ
لا يعلمُ الدينَ في عِلمٍ ولا عملٍ
والجهلُ صَنعَتُهُ والفهمُ مقبورُ
لبّى نداءَ جهادٍ والعدوّ أبٌ
عمٌّ أخٌ أو قريبٌ والرَّحى الدُّورُ
هم مسلمونَ ولكن في مجالِسهم
إن غابَ شاهدُهم فالفِعلُ مسطورُ
هم يعلمونَ بأنّ اللهَ ناظِرُهم
واللهُ يُمهلُهم والأخذُ منظورُ
يا فتنةً قَتلَت أفكارَ عائلةٍ
أرضٌ موحدةٌ والخيرُ منثورُ
واليوم تَحسبُنا في غابةٍ ذَبحَت
ما كان يجمعُنا والحبُّ مغدورُ
أغصانُ أمّتِنا قد أصبحت حطبًا
والكُرهُ يأكلُها والشَّرُّ مسرورُ
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق