غيوم الحزن
(جاءت غيومُ الحزنِ بالامطارِ )
والدمعُ من وسطِ المآقي جاري
والهمُّ خيّمَ في الفؤادِ كغيمةٍ
قد أثقلتْ صدري بحرِّ النارِ
يا قلبُ مهلاً لا تجُدْ بالسيرِ في
بحرِ الظنونِ وقفْ بنا يا ساري
وزفرتُ آهاتَ الهمومِ وصُغتُها
فرحاً وغنّى لحنها قيثاري
رقصتْ على ترنيمهِ أكبادُنا
طرباً وهنّتني على إصراري
صلّيتُ للهِ العظيمِ تقرباً
ودعوتُ في سرِّي وفي إجهاري
واسّاقط الدمعُ الغزيرُ وهلّلتْ
روحي بإسمِ الواحدِ القهارِ
ربُّ اكفني همّ العدوِّ وشرِّهِ
مولايَ واحجبني عنِ الأنظارِ
ولهُ رفعتُ حوائجي وشكايتي
فأجابني نِعمَ الإلهُ الباري
قد فرّجَ الكربَ العظيمَ بفضلهِ
وأنارَ باللطفِ الخفيِّ مساري
حمداً لمولانا وجلّ جلاله
شكري له في الجهرِ والإسرارِ
ياربُّ فرجْ ما ألمّ بموطني
الحربُ تُشعلُ سائرَ الأقطارِ
في الشامِ في اليمنِ السعيدِ وليبيا
بغداد تشكو الضرّ والإضرارِ
ومكائدٌ عمّت بنا ومصائبٌ
أنت الذي أشعلتها يا جاري
صنعاء تشكو للعروبةِ حالها
من أهلها هم نخبةُ الأشرارِ
يا خائنينَ لأرضكمْ ولعرضكمْ
لا لن تهينوا موطني ودياري
الله أكبر صرختي قد زلزلت
بعروشهم هي قوتي وشعاري
سحقاً لكم ولجيشكم ورئيسكم
النصرُ للشرفاءِ والأحرارِ
و غداً سيأتي الرد لا يتعجلوا
نقتص منهم حقنا بالثارِ
نحن الأسود نصول في ساحِ الوغى
فخراً بنا إنا حماة الدارِ
نمشي على حد السيوف ولم نخف
نزْف الدماءِ وضربة الغدارِ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق