مس بيل*
ضبابٌ
دونَ الشّمسِ
يحتفظُ بأسرارِ بيوتِهِ المنفلتةِ
عشقاً في كؤوسٍ
تختصرُ مسافاتِ شبقٍ مستعرٍ
يُقطّعُ أزرارَ رغباتٍ خجولة . . .
كأنَّ القصرَ يضيقُ بها فستاناً
لا تُريدُهُ لقادمِ يوم . . .
انغمستْ بترفِ عواطف مشبوبة
تبحثُ عن فضاءاتٍ أُخر !
. . . . .
طهرانُ
الخيّامُ
تخرجُ من رباعياتِه جذوةً ملتهبة
سحرُ الشّرقِ في البدنِ الغضّ . . .
وردةٌ
شُمّتْ
قُطفتْ جمرةً بكأسٍ باردة . . .
. . . . .
عيونٌ زُرق
تجوبُ سمراءَ العربِ
وقد افترسَها الدّهرُ
أشتاتاً لا تلمُّها على بساطٍ يد
ما أبقى . . .
ممالكَ للنمل
جِمالاً
خِياماً
أثافيَ
لكنَّ
الرّملَ الأسمرَ يسكبُ مُرّتَهُ السّوداءَ
بقدحِ حليبٍ محلّى من بلدِ الإفرنج !
. . . . .
دمشقُ
ما فارقتْ زينتَها
جميلةٌ هي حتّى في حِداد . . .
عشقٌ سكسونيّ آخرُ
يعصفُ بخيمةٍ من غيرِ رِواق
كذلكَ
تقطعُ الحربُ غُصناً لم يُثمرْ . . .
صومٌ لا عن توبةٍ
لعُهرِ الكراسي الفارغة !
. . . . .
التي لا تغرُبُ عنها الشّمس
تتكأُ على رأسٍ صغيرة
أتعبَها العشقُ
وآياتُ الإلحاد . . .
ترهلتْ أثداء
غيضَ نَزَق
أصابعُ
تنسجُ ثوباً عربيّاً بألوانِ الإنحناء والرّكوع
وأسرارِ السّرير . . .
. . . . .
الشّطرنجُ بمهارةِ الكِبار
من دونِ (كش)
سيفُهُ خشبٌ بغمدٍ ذهبيّ
فوقَهُ تاجٌ يحميه
للإخصاء وجهٌ آخر !
. . . . .
لتَعُدْ صناعةُ الأصنامِ من جديد
فقد خلتْ هذه البقاعُ منها . . .
ليبقَ فيها الزّمنُ مُرتَهَنٌ بيدِ عجوزٍ خلفَ البِحار
لهم الرّمالُ
ولها ما تحتَ الرّمال !
. . . . .
بغدادُ
كما هي في كُلِّ العصور
مفتاحُ مغاليق
تحملُ ضيمَ إخوةُ الجُبّ
تهَبُ ما في سلّتِها
وتكتفي بماءٍ قَراح . . .
عندها
تُلقى العصا
يستفيقُ ديكُ شهرزادَ على صوتِ بوقٍ
يؤذِّن لصلاةِ الاحتلال . . .
قُلُنْسوةٌ عُثمانيّة بخوذةِ أبناءِ العم سام !
تبدأُ رحلةُ التّبنّي
على منوالٍ
يمزجُ كُلَّ المحاقِ بقليلٍ من ضوءٍ لوناً باهتاً لرؤيا دونَ أرنبةِ أنف . . .
تدورُ الرحى
تطحنُ زمناً مُرّاً
خبزَ انتظار . . .
. . . . .
بينَ طوبٍ ومكوار
رفضٌ
يتسلّقُ باسقاتِ رافديْه
جراحُهُ بملحِ صبرِه . . .
تتبرعمُ الأيّامُ بنسغِ الموتى
النّجومُ لا تُقبر . . .
درسٌ في بلاغةِ عِشقِ الأرض
قرأتْهُ بيلُ بذكاء
وانتهى باستعارة !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
27/12/2016
*جيرترود بيل
كانت تحب الاثار ولم يكن ذلك عملها الأساس . تحركت بين طهران وعمان ودمشق والقاهرة، وجابت الجزيرة العربية ،عملت مستشارة للمندوب السامي البريطاني في العراق (كوكس) وعرف عنها انها صانعة الملوك .توفيت في بغداد 1926في ظروف غامضة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق