الخميس، 29 ديسمبر 2016

مس بيل* بقلم الاستاذ // عبد الجبار الفياض



مس بيل*
ضبابٌ 
دونَ الشّمسِ 
يحتفظُ بأسرارِ بيوتِهِ المنفلتةِ
عشقاً في كؤوسٍ 
تختصرُ مسافاتِ شبقٍ مستعرٍ
يُقطّعُ أزرارَ رغباتٍ خجولة . . .
كأنَّ القصرَ يضيقُ بها فستاناً 
لا تُريدُهُ لقادمِ يوم . . .
انغمستْ بترفِ عواطف مشبوبة 
تبحثُ عن فضاءاتٍ أُخر !
. . . . .
طهرانُ
الخيّامُ
تخرجُ من رباعياتِه جذوةً ملتهبة
سحرُ الشّرقِ في البدنِ الغضّ . . . 
وردةٌ
شُمّتْ 
قُطفتْ جمرةً بكأسٍ باردة . . .
. . . . .
عيونٌ زُرق
تجوبُ سمراءَ العربِ 
وقد افترسَها الدّهرُ 
أشتاتاً لا تلمُّها على بساطٍ يد 
ما أبقى . . .
ممالكَ للنمل 
جِمالاً 
خِياماً 
أثافيَ
لكنَّ 
الرّملَ الأسمرَ يسكبُ مُرّتَهُ السّوداءَ 
بقدحِ حليبٍ محلّى من بلدِ الإفرنج !
. . . . .
دمشقُ
ما فارقتْ زينتَها
جميلةٌ هي حتّى في حِداد . . .
عشقٌ سكسونيّ آخرُ
يعصفُ بخيمةٍ من غيرِ رِواق 
كذلكَ 
تقطعُ الحربُ غُصناً لم يُثمرْ . . . 
صومٌ لا عن توبةٍ
لعُهرِ الكراسي الفارغة !
. . . . .
التي لا تغرُبُ عنها الشّمس 
تتكأُ على رأسٍ صغيرة
أتعبَها العشقُ 
وآياتُ الإلحاد . . . 
ترهلتْ أثداء
غيضَ نَزَق
أصابعُ 
تنسجُ ثوباً عربيّاً بألوانِ الإنحناء والرّكوع
وأسرارِ السّرير . . .
. . . . . 
الشّطرنجُ بمهارةِ الكِبار
من دونِ (كش) 
سيفُهُ خشبٌ بغمدٍ ذهبيّ
فوقَهُ تاجٌ يحميه
للإخصاء وجهٌ آخر !
. . . . . 
لتَعُدْ صناعةُ الأصنامِ من جديد
فقد خلتْ هذه البقاعُ منها . . . 
ليبقَ فيها الزّمنُ مُرتَهَنٌ بيدِ عجوزٍ خلفَ البِحار
لهم الرّمالُ 
ولها ما تحتَ الرّمال !
. . . . . 
بغدادُ
كما هي في كُلِّ العصور 
مفتاحُ مغاليق
تحملُ ضيمَ إخوةُ الجُبّ
تهَبُ ما في سلّتِها 
وتكتفي بماءٍ قَراح . . .
عندها
تُلقى العصا 
يستفيقُ ديكُ شهرزادَ على صوتِ بوقٍ
يؤذِّن لصلاةِ الاحتلال . . .
قُلُنْسوةٌ عُثمانيّة بخوذةِ أبناءِ العم سام !
تبدأُ رحلةُ التّبنّي 
على منوالٍ 
يمزجُ كُلَّ المحاقِ بقليلٍ من ضوءٍ لوناً باهتاً لرؤيا دونَ أرنبةِ أنف . . .
تدورُ الرحى 
تطحنُ زمناً مُرّاً 
خبزَ انتظار . . . 
. . . . . 
بينَ طوبٍ ومكوار
رفضٌ 
يتسلّقُ باسقاتِ رافديْه
جراحُهُ بملحِ صبرِه . . . 
تتبرعمُ الأيّامُ بنسغِ الموتى
النّجومُ لا تُقبر . . . 
درسٌ في بلاغةِ عِشقِ الأرض
قرأتْهُ بيلُ بذكاء 
وانتهى باستعارة !! 
. . . . .
عبد الجبار الفياض
27/12/2016
*جيرترود بيل 
كانت تحب الاثار ولم يكن ذلك عملها الأساس . تحركت بين طهران وعمان ودمشق والقاهرة، وجابت الجزيرة العربية ،عملت مستشارة للمندوب السامي البريطاني في العراق (كوكس) وعرف عنها انها صانعة الملوك .توفيت في بغداد 1926في ظروف غامضة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق