قصيدتي . من لي بعينيكِ
الشاعرسرمد بني جميل \ العراق
.
مَـن لي بِعَيـنَـيكِ عَنْ بُـعـدِِ يُـؤَرقُـنـي
وَاللَــيلُ بَحـرُُ وَمـوجُ الحُــبِّ يُغـرقُـني
مالي ترافِقُني الاَشواقُ مُـذ رَحَـلَـتْ
كأَنَّ في بُعدِها الأشواقُ تَعـشَقُـني
وَلَـم أزَلْ عـندَ عَـهـدي أرتَـجـي أَمـلاً
وَأَسهُمُ الفَـقدِ كالأشـواكِ تَخــرقُنـي
مَشَـيتُ فـي حَــيِّـها والــدارُ خــالـيةُُ
والذكـرياتُ كَمِـثلِ الجَــمرِ تَحـرِقُـنـي
تِلـكَ الــدُروبُ غَـدَتْ تـرثي لِــفرقَـتِـنا
فَطـالـما شَـهِـدَتْ عِشــقاً يُـطَـوّقُنـي
هَلْ كُنتِ تَدرينَ أَنَّ القَلبَ في وَصَبِِ
والبُعدُ جَمرُُ وِسيف ُالشَوقِ يَقطَعُني
قــالتْ تَــزوجتُ جَـبراً والمـلـيكُ هُــنا
شَيـخُُ كبـيرُُ فَـمَن ذا سَوفَ يُطلِقُـني
وَمــاتَ قَلـبي فَقــدْ أَصـبَحتُ جــاريةً
أَشكو الهـوانَ وحَبـلُ الأَسرِ يَخنقُني
قَـدْ كَلَّمَـتني على خَـوفِِ وفي حَـذَرِِ
مِن شُـرفةِِ مـن وراء السـترِ تَرمُقُني
لَـمّا رَفَــعتُ يَــدي أَبــغــي تَـحــيّتهـا
أَنفاسُ صَدري لها والعَينُ تَسـبُـقُني
قــالتْ بُعَــيدَ غــدِِ فـي البَــرِّ نُزهَـتنا
وَقــد حَلــمتُ بَخــــيّالِِ سيَــعتِــقُني
فَأَوقَــدَتْ هِــمَّتي حَـتّى خَرَجتُ لها
أَبغي الخلاصَ وبعض الحظُّ يَصدقُني
قاتَلــتُ حُـرّاسَـها حتّى مسكت بها
أَنقَــذتُهــا وخيـولُ الركــبِ تَلحَــقُني
ثُــمَّ ارتَــمَــينـا بِبــحــرِِ فيــهِ زورقُــنا
أَبحَــرتُ فيــها وَكَــفُّ الوَجدِ تَخنُقُني
فَــزورَقـي تــائــهُُ والريــحُ تَعــصِــفُهُ
أَرجــو النجــاةَ وَبُــعدُ البَــرِّ يُقــلقُني
ثُــمَّ اهتــدينا فــقدْ لاحَــت جَـزيرَتُنا
عِشــنا رَبيــعاً وَمــا كانـت تُفـارِقُني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق