حُلْمٌ
تَأَمََّلْتُ يَوْمًـــــا بِجَــــوْفِ السَّحَرْ
نُجُومًـــــا تَسَامَـــتْ بِقُرْبِ القَمَرْ
وَقُلْتُ لِنَفْسِـــــــي تُرَاهَا تَرَانِي
وَهَلْ مِــــنْ عُلاَهَا تَـرَى لِـيِ أَثَرْ؟
وَفَوْقَ الغُيُــــومِ تَلاشَتْ وَضَاعَتْ
وَصَوْتُ الرُّعُــــــودِ أَتِــى وَالمَطِرْ
وَبَرْقٌ يُضَاهِي سَنًا فِــي نَّهَارِي
يُضِـــيءُ البَرَارِي وَيَعْمِــي البِصَرْ
فَقُلْتُ تُرَانِـــــي بِحُلْـــمٍ مُخِيفٍ
فَجَاء جَوابِــــي يُحَاكِــي البَشَرْ
فَقالتْ نُجُومِــــي سَيَأْتِيـكَ يَوْمٌ
مِنَ العَصْفِ جَهْــــرًا كَثِيرُ الخَطَرْ
يَهُـــزُّ الجِبَالَ مِــــنَ الأَرْضِ هَزًّا
وَيُغْـــرِي البِحَـــارَ لِتَغْزُو الشَّجَرْ
سَأَلْتُ نُجُومِي وَمَــــا لِي بِهَذَا
وَهَذِي هُمُــــــــومٌ أَضِيفَتْ أُخَرْ
أَنَا مَــــا أَسَــــأْتُ وَعَانَيْتُ حَتَّى
غَزَانِــــــــي غَـرِيبٌ يَرَانِي مَمَرْ
وَصِرْتُ غَرِيبًا بِـــأَرْضِــي وَأَهْلِي
وَخَيْــــرُ البِـــــــــلاَدٍ جَفَا وَانْدَثَرْ
فَقَالَتْ لِذَاكَ عِقَـــــــابِي جَلِيلٌ
يُدَاوِي النُّفُــوسَ وَيُرْسِي الحَذَرْ
وَشَرْطِي عَظِيـــمُ إِذَا مَا تَرَكْتُمْ
جُحُورَ السَّحَالِـي وَجَوْفَ الحَجَرْ
وَتُعْلُونَ قَـــــوْلاً بِخَيْـــــرٍ أَتَاكُمْ
بِوحْــــــــيِ الكِتَابِ ونُورِ السُّورْ
وَتَضْحَــــــوْنَ رَعْدًا بَِوَجْهِ الغُزَاةِ
وَتُلْغُـــــــونَ مِنْهُمْ جَوَازَ السَّفَرْ
تَخُوضُونَ بَحْــــــرًا عَمِيقًا وَعَالٍ
وَتُلْقَــــــوْنَ رُعْبًـــــــــا بِجَوٍّ وَبَرْ
إِذَا مَـــــا فَعَلْتُـــمْ سَتَأْتِي رِيَاحٌ
تُزِيلُ الهُمُـــومَ وَمِنْكُـــــمْ تُسَرْ
وَيُلْغَى عِقَابِـــــي بِأَرْضٍ حَوَتْكُمْ
وَتُسْقَــى بِمَــــاءٍ غَـــدَا مُنْهَمِرْ
وَتَجْرِي السَّـــوَاقِي لِتُحْيِ مَوَاتًا
غَدَتْ مِـــنْ جَفَاهَا تُحَاكِي الحُفَرْ
وَللطَّيْرِ صَـــــــــوْتٌ يُنَادِي طُيُورًا
لِتُلْقِي سَلاَمِــي لَكُــــمْ يَا بَشَرْ
وَخَيْــــــرٌ عَظِيــــمٌ يَحُلُّ بِأَرْضِي
يُضَاهِي نُجُومِــــــي وَمَاءَ المطرْ
رِسَــــالاَتُ حُلْــــمٍ أَتَتْ مِنْ بُدُورٍ
أُخِيطَتْ بِعَــــــزْمٍ وَضَــــوءِ القَمَرْ
فَمَا لِــــــي بِـرَدِّ يُدَاوِي جُرُوحِي
وَحُلْمِـــي سَرَابٌ بَــــدَا واسْتَمَرْ
فَيَا عِلْــــــمُ فَسِّــرْ مَنَـامًا عَجِيبًا
فَهَــــــلْ حَـــانَ دَوْرٌ لِرَسْمِ القَدَرْ؟
بلقاسم عقبي
14/10/2016

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق