المدى
د زهير الزميلي
ما عدت أعبأ بالمدى
والدرب ضاق بحِجرِه
قلبي تكسّر راحلاً
والصوت ماج بقهره
هذي الحكايا أُزهقت
وتناثرت من عُسره
بين الموانئ سافرت
إطلالتي من جوره
هو رأس كل جناية
قد أُحكمت من غدره
وتكدست فيه المنى
وتعفّنت من مكره
لكنه أجزى العطاء
لمن يعيش بفُجره
هو سيف أقزام الخنا
كم أسهموا في كسره
وتطاولوا في قسوةٍ
حتى يظلَّ بكفره
لا يُرتجى منه الهدى
أو يرتقي في أمره
فتهيم أجيالٌ هنا
ونذوق حَرَّ هجيرهِ
هو ظالم في ضعفه
ومنافقٌ في كِبرِه
لكنّه في صحوةٍ
قد يتنهي من أسرِه
إن جاءه عهد الوفا
متمكّناً من جمره
يوحي بوجه متيّمٍ
والصدق سيف نفيره
ليعيد فينا عزّةً
فنُزيل حزن مسيره
ذاك المدى من صنعنا
نحن السماء بفجره
نسقيه نور المتقين
ومن أتوه بصبره
أو نقتفي أثر الجناة
ونحتسي من مرِّه
ذاك المدى هو عزمنا
نحن السِّقاء بصدره
نحيا كراماً في هدىً
او ننتهي في زُوْرِهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق