الجمعة، 7 أكتوبر 2016

الرَّبِيــــــعُ للشاعر القدير // بلقاسم عقبي

الرَّبِيــــــعُ
هَذَا الرَّبِيـــــعُ عَـــــنِ الجمَالِ تَمَرَّدَا
وَكَسَا الطَّبِيعَـــــةَ بِالوَبَـــــالِ وَهَدَّدَا
وَعَـــــزَا المَنَاحَــةَ بِالزُّهُــــــورَ تَيَتُّمًا
غَـــدْرُ الخَرِيفِ مَــــعَ الزَّمَــانِ تَمَدَّدَا
وَمِـــنَ النُّجُــــومِ تَــــــــرَفُّــعٌ وَتَكَبُّرٌ
سَكَــــنَ الفَضَـاءَ مَـــعَ الغُيُومِ وَقَلَّـدَا
وَعَــــدَ الزَّمَــانُ مِـنَ القَدِيمِ مَسَاءَنَا
يَأْتِــي الصَّبَاحُ مَـــــــعَ الطُّيورِ مُغَرِّدَا
لاَ صُبْــــحَ جَــــــــاءَ مُلَبِّيًـــا وَمُرَحِّبًا
وَاللَّيْلُ طَـــالَ مَـــــعَ النُّجوُمِِ مُصَفَّدَا
وَالشَّمْسُ غَابَتْ فِي الغُرُوبِ حَزِينةً
وَغَــدَا الشُّرُوقُ إِلَـى الصَّبَاحِ مُحَدَّدَا
وَالأَرْضُ تَـــــزْرَعُ بِالدُّمُــــــوعِ تُرَابَهَا
وَالنَّبْتُ يَرْفُضُ فِـــــي التُّرَابِ تَجَدُّدَا
أَمَّــــا الهَوَاءُ بِــــذَا الرَّبِيــــــعِ مُلَوَّثٌ
فَقَــــــدَ البَــــــرَاءَةَ وَالنَّسِيمُ تَلَبَّدَا
خَنَــقَ الزُّهُـــورَ بِمَائِهَـــــا وَهَوَاءِهَا
وَهَدَى الحَرَائِـــــقَ لِلْغُصُونِ وَسَدَّدَا
أَمَّــــا الطَّبِيعَـةُ لِلْحَيَـــــاةِ تَشَوَّقَتْ
تَبْغِي الوِصَـــالَ مَـــــعَ الرَّبِيعِ تَنَهُّدَا
كَيْفَ الوِصَالُ وَذِي الزُّهُــــورُ أَصَابَهَا
دَاءُ الفِـــرَاقِ مَــــعَ الأَرِيــــجِ وَبَعَّدَا
أَمَّا الجُذُوعُ مِـــــنَ الجَفَـــاءِ تَحَيَّرَتْ
وَالجِــــذْرُ قُصَّ مِـــنَ الجُذُوعِ وَقُيِّدَا
هَلْ ذِي الحَيَاةُ مِــنَ الزَّمَانِ تَنَصَّلَتْ
أَمْ لِلأَنَـــــامِ تَدَخُّـــــــــلٌ فَتَشّدَّدَا
هَـــذَا يَحُـــولُ عَـــــنِ الكَلاَمِ أَمَانَةً
كَــــانَتْ سَبِيـــلاً لِلسَّـــلاَمِ مُعَبَّدَا
لُطْفًــــــا إِلَهِــــي أَنْ تَغِيثَ زُهُورَنَا
غَيْثًـــــــا كَرِيمًـــــا لِلزَّهُـــورِ مُوَرِّدَا
وَالرِّيـــــحُ تَـــرْسُمُ لِلْغُيُومِ سَبِيلَهَا
وَالأَرْضُ تُسْقَــى لِلْحَيَــــــاةِ تَخَلُّّدَا
وَالنَّــارُ تُطْفَــــأُ وَالرَّمَـــــــادُ يَعَافُهَا
وَالنَّفْسُ تَهْـدَأُ فِي العِبَــادِ فَتَسَعِّدَا
بلقاسم عقبي
05/10/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق