/ قد شاء ربُّكِ أن يراكِ ســـبـيّــةً ...( 12 )
قصيدة حسينية بقلم : مؤيد علي حمود
....................................
....................................
قد شاء ربُّكِ أن يراكِ ســـبـيّــةً
ويرى أخاكِ مقـــطَعَ الأشـــلاءِ
فجنانُهُ تشتاقُ نورَ قـــدومكـــم
والنارُ نادتْ معشَرَ الطُلقــــــاءِ
قد شاء ربّكِ ذاكَ فاحتسبي إذن
لابُدَّ من صــــبرٍ على الضرّاءِ
صلّى عليكم رَبُّنــــــا وملائِكٌ
وأحاطكـم بالفخـــــــرِ والآلاِءِ
جدٌ نبيٌّ والوصيُ أبوكِ قـــــد
بلَغَ الذُرى ومكانةَ العظمــــاءِ
والأُمُ فاطمةٌ تسودُ وتعــتلـــي
بالعالــمـــيــنَ تفوقُ كلّ نساءِ
وكذلكَ الأَخَوانِ سِبطا أمّــــةٍ
قاما وإن قعَدا بوحيِ ســمــاءِ
وكفيلُكِ العباس غيرةُ حيــــدرٍ
ليثاً إذا ماصالَ في الهيجــــاءِ
ومحمدُ المهديُ قائِــمُ أمّتــــي
أنعِــــمْ بِـــهِ وكذاكَ بالآبــــاءِ
أنتِ العمودُ بدارهم وعقيلةٌ
وعقيلةٌ في الآلِ والأبنــــــاءِ
أنتُمْ أصولُ الدينِ باهَــلَ فيكُمُ
طه النبيُّ مفاخــراً بــدُعــــاءِ
ودعاؤُهُ مُذ جاءَ فاطِمُ بيتهـــا
ليَضُمّ آل البيتِ تحتَ كِســــاءِ
حفظُ الديانةِ ديدنٌ هو طبعُكــم
مُذ شرّفَ المُختارُ غارَ حِراءِ
مُذ نامَ حيدرةٌ بــفــرشِ نبيــنا
يفدي رسولَ اللهِ , أي فـــداءِ
إكسيرُ ذكراكُم يعالجُ كربتي
وهو الشِـــفاءُ لعلّتي أو دائي
ماذا أقولُ وقد عَقلتُ جوارِحي
في روضِ أهلِ البيتِ والكُرماءِ
ماذا أقولُ وينبري لي طفُّكُـــــم
والدمعُ يسكُبُ صرختي بندائي
طوبى لمن هـزّ العروشَ بصبرِهِِ
بَذَلَ النفيسَ وروحَهُ بســخـــاءِ
نادى يُطالِبُ نُصرةً من ناصِرٍ
فنصرتِهِ بدموعِكِ الغــــــــــرّاءِ
الآلُ والصحبُ الجميعُ تسابقوا
لبسوا الردى بجسومِهِمْ كرداءِ
فتخبّطَتْ في الخطوِ أقدامُ العِدا
فاستنهضوا بالغدرِ كلَّ بـــلاءِ
باعوا بدنياهُمْ شفاعةَ أحمــــدٍ
نالوا بذلِكَ خــــزيهمْ بشــراءِ
علَم النبوةِ مزّقوهُ وأبـــــدلوا
رأسَ الحُسينِ مكانهُ كلـــــواءِ
يمشون من خلفِ اللواءِ هواشمٌ
والحاملُ الملعونُ ليس بِنـــاءِ
قدّمتُم الأرواحَ جِسراً والدِمــــا
بعروقِكُمْ تشكو جفافَ المـــاءِ
أنّى تقافزَ من هديرِ مشاعري
عاشورُ فجّرَ باللظى أحشائي
بصراخِ أطفالٍ , بحرقِ سُرادقٍ
بحرائرٍ يهربنَ في الصحراءِ
وبكاء ثكلى إذ يطلُّ بخافقي
ويمزِّقُ الأصواتَ بالأصداءِ
قد شاءَ ربُّكِ أن تكوني حُرّةً
ويرى حسيناً سيّدَ الشُهــــداءِ
ودماءُ أهل البيتِ تهدرُ هاهنا
غدراً بأيدي ثُلّةِ اللقــــــــطاءِ
عبثَ اللعينُ بطلعةٍ كم قُبِّلتْ
من ثغرِ طهَ أو فــم الزهـــــراءِ
نبتت على القُبلاتِ لحيةُ سبطنا
وتخضّبتْ في أدمُــعٍ ودمـــــاءِ
ليتَ البكا يشفي جروحاً بالحشا
أو ليتَني أرضى بطولِ بكائي
كم حلّ نسياني بأرزاءٍ وكــــم
هـــانت بأيــامي لظى الأرزاءِ
لكنَّ في هــــذي الرزيّةِ مقلتي
تندى بدمعٍ في دوامِ عــــزائي
حتى وإن هُدِرَتْ بأرضٍ ترتوي
ذراتُهـــــــا بالخــــيرِ والإرواءِ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق