
حيدر محسن الربيعي
إلى بغدادَ أبعثُ بالأماني
أماني الودّ من شوقٍ غشاني
لمن في جيدها عبقٌ لمجدٍ
يطوفُ الأرض تنشدهُ الأغاني
هوى بغدادَ لا لهوٌ هواها
ولا أنسى وإن يعفى زماني
هيَ الأولى بقلبي لاسواها
هي الأحلى بها ربي حباني
جرى مجرى الدما شوقي اليها
عساني ودّها أحظى عساني
هي الأوطانٌ أجمعها وفاقت
رياضاً خلت من نسجِ الجنانِ
هي الليلُ المعتقُ في غرام ٍ
شربنا في هُيامٍ و الغواني
أرى بغدادَ في عيني عروساً
بعقدٍ خطَ صدراً من جمانِ
أرى ألفاً بها تحكي لصبٍ
ليالي الوصل بالبيضِ الحسانِ
وغيداً بالرصافةِ عند جسرٍ
بها ظبيٌ بأحداقٍ سباني
وزرياباً أرى صدحَ الأغاني
على شطِ الهوى عذباً شجاني
أبو نواس ينشدُ ذا أراهُ
وكاساً عندَ هارونٍ يداني
أرى سربَ القطا عباسَ يدعو
ويشدو علّ عباساً بكاني
أبـغدادَ الحبيبـةِ لاتـلـومي
انا نبلُ الصبابةِ قد رماني
وما أغوى فؤادي حبُ ليلى
ولكن حبُ من سَكنت غواني
ألا أبـلغ سلامي من اليها
يطيرُ القلبُ في جنحِ الأماني
أزوراءُ الهوى شَغفٌ فـؤادي
وشيـبٌ من جفاءٍ قد علاني
وإني من جوى أهفو بوجدي
ولكن من أرى لا لا تراني
أرى البلدانَ ترفعها شعوبٌ
سوى بغدادَ من أدنى لداني
أمن عدلٍ لها يجفو زمانٌ
ويدني دونها ذا من هوانِ
سوى إني لفجرٍ ترنو عيني
قبيلَ الصبحِ من بعد الأذانِ
يشقُ الكونَ يغمرهُ ضياءً
بوجهٍ ذي جنى حسنِ المعاني
هو الأبهى هو الأجلى جبينا
طهورٌ ذو جمالٍ من جنانِ
أبغدادٌ وما أفضي نزيرٌ
وهل قولٌ يفي من في العنانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق